قائد العمليّات : سنردّ بقوة على أيّ خروقات ــ المعارضة : ندرس البنود

من المرتقب ان يَسريَ وقفُ اطلاقِ النار في سوريا ابتداءً من منتصفِ ليل امس بناءً لاتفاقِ وزيرَي الخارجيةِ الروسي والاميركي في جنيف.
واعلنت مصادرُ سورية مطلعة أنَ الاتفاقَ الروسي - الأميركي تمَّ بعلمِ الحكومةِ السورية وبموافقتها. وأشارت المصادرُ الى أنَ وقفَ الأعمالِ القتالية في مدينة حلب سيتمُ لأسبابٍ إنسانية مشدداً على انَ الاتفاقَ يؤكدُ أنَّ تغييرَ اسمِ تنظيمِ «جبهة النصرة» لا يغيرُ من أنَّه تنظيمٌ إرهابي.
وتستعد وكالات الإغاثة الإنسانية في سوريا لإدخال مساعدات طارئة إلى المدن والبلدات المحاصرة إذا نجح اتفاق وقف إطلاق النار .
وقالت منظمة «انقذوا الأطفال» إنها تخزن المواد الغذائية والدواء حتى يتم نقلها في أسرع وقت ممكن مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الاثنين.
وأكد قائد العمليات الميدانية في سوريا أن حلفاء سوريا هم مع وقف إطلاق النار وإعطاء فرصة للهدنة، معتبراً أن هذه الهدنة فرصة أمام الجميع لتحقيق شيء ما لسوريا، داعيًا الجميع لاقتناصها لمصلحة الشعب السوري.
وفي تصريح له تعليقاً على الهدنة المعلنة ووقف إطلاق النار والمواقف السياسية للاطراف المعنية، أشار قائد العمليات الميدانية في سوريا، إلى أن الرد سيكون قويًا على أي خروقات قد تحصل من قبل الجماعات الإرهابية، لافتاً إلى أن معركة حلب شكلت ضربة قاصمة لهذه المجموعات التي قادتها «جبهة النصرة»، ومجددًا التأكيد على أن الجيش السوري وحلفاءه سوف يواصلون حربهم المفتوحة وبلا هوادة ضد «داعش» و«النصرة» لعدم شمولهم باتفاقيات الهدنة.

ـ المعارضة المسلّحة ـ

وقالت المعارضة المسلحة في سوريا إنها لا تزال تقيِّم اتفاق وقف إطلاق النار قبل أن تعلن مشاركتها فيه من عدمها. وقالت «الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية» التي تضم معارضين سياسيين ومقاتلين إنها لا تزال تدرس بنود الاتفاق.
وقال المعارض البارز محمد علوش إن الاتفاق «لا يزال قيد الدرس». وقالت بسمة قضماني عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» لوكالة فرانس برس إنها «ترحب بحذر» بالاتفاق لكنها عبرت عن شكوكها في التزام دمشق ببنوده.
وقال «تنظيم أنصار الشام» الذي يعمل بشكل وثيق مع «تنظيم فتح الشام» (النصرة سابقا الذي أعلن عن فك ارتباطه بتنظيم القاعدة مؤخرا) إنه «لا يزال يدرس النقاط التي تضمنتها الهدنة».

ـ مقتل 170 ارهابياً ـ

واعترف أحد مؤسسي «حركة أحرار الشام» واحد أبرز القياديين فيها المدعو خالد أبو أنس بمقتل 170 مسلحا من حركته فقط وإصابة 478 آخرين في معارك حلب الأخيرة، وأوضح أبو أنس أن عدد قتلى الحركة الإجمالي على مختلف الجبهات في سوريا بلغ 7805، فيما أصيب 1045 مسلحا بشلل وإعاقة، ما يعني أن ما يقارب 9000 آلاف مسلح من الحركة خرجوا من معادلة القتال بالإضافة إلى مئات الجرحى لم يعلن ابو انس عن عددهم. كما أن الحركة خسرت 120 أسيرا.

ـ انشقاقات في صفوف «الجبهة الشامية» ـ

على صعيد آخر، أعلنت عدة مجموعات مسلحة عاملة في حي كرم الجبل في مدينة حلب، انشقاقها عن قطاع الحي، الذي تديره «الجبهة الشامية»، على خلفية الاشتباكات التي وقعت في الحي يوم اول من أمس. وبحسب مصادر المسلحين، فإن مسؤول «كتيبة الكرامة» جمعة غول، ومسؤول «كتيبة شهداء كرم الجبل» أحمد عزيز، ومسؤول «كتيبة أحفاد عائشة» فؤاد جمعة، ومسؤول «كتيبة ثوار كرم الجبل» حميد خانطوماني، ومسؤول «كتيبة نصرة المظلوم» بشير غول، ومسؤول «كتيبة آل محمد مدفعية» «أبو رامي غول»، انشقوا عن قطاع الحي وأخلوا مواقعهم على جبهاته، وذلك على خلفية الاشتباكات التي اندلعت  بين مجموعات تابعة لمسؤول قطاع الحي «أبو عبدالرحمن»، وفصائل «من آل غول، وآل خانطوماني»، والتي ادّت إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وإصابة أحد مسلحي «جبهة النصرة».
يشار إلى أن «الجبهة الشامية ـ الجيش الحر» أعلنت في بيان لها عزل المدعو «أبو عبد الرحمن كرم الجبل» «حجي كرم الجبل» من منصبه كنائب لـ «المسؤول العام للجبهة» في مدينة حلب.

ـ في القنيطرة ـ

على صعيد آخر، منيت المجموعات المسلحة بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد خلال المواجهات العنيفة التي تخوضها مع قوات الجيش السوري وحلفائه في ريف القنيطرة الشمالي، إضافة الى بروز خلافات داخلية نشبت بين كتائبها، أدت إلى انشقاقات واسعة في أوساط هذه الجماعات. وكانت أبرز الخسائر البشرية للمجموعات الإرهابية، مصرع  أحد المسؤولين الميدانيين في «جبهة النصرة» وهو مسؤول الانغماسيين في معركة «قادسية الجنوب» المدعو أمجد عبد الحكيم البلخي الملقب «أبو عمر بصرى» بنيران الجيش السوري في القطاع الشمالي لمدينة القنيطرة، كما قُتل المسؤول العسكري لـ «حركة صدق وعده الإسلامية» التابعة لـ«جبهة النصرة» المدعو محمد يوسف الصبيحي الملقب بـ «أبو قنوة».

ـ ايران ترحب بخطة الهدنة ـ

وفي المواقف، رحبت طهران باتفاق الهدنة في سوريا الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة، داعية الى وضع «آلية مراقبة» لتجنب استغلال وقف إطلاق النار هذا من «الإرهابيين»، ويذكر أن دمشق أيدت بدورها الاتفاق فيما تعاملت معه المعارضة بحذر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي «ترحب ايران بتطبيق اي هدنة في سوريا». واضاف ان نجاح الهدنة «مرتبط بإنشاء آلية مراقبة شاملة وخصوصا مراقبة الحدود لوقف وصول ارهابيين جدد وكذلك اسلحة وموارد مالية للارهابيين». ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري قوله «تؤيد إيران أي وقف لإطلاق النار وأي خطة سلام لإنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا... تشمل (الخطة) حلا سياسيا بناء على أصوات الشعب السوري.» وأضاف «تؤمن إيران دائما بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية وأنه ينبغي حلها عبر السبل السلمية.

ـ أردوغان: عملية سوريا هي الخطوة الأولى ـ

ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس، أن المسلحين الأكراد يحاولون تكثيف هجماتهم منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، في تموز الماضي.
وأضاف أردوغان، في رسالة بمناسبة عيد الأضحى، أن هدف المسلحين الأكراد الواضح هو عرقلة عمليات الجيش التركي المستمرة في سوريا.
وأشار إلى أن من واجب أنقرة «القضاء» على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا ومنعه من تنفيذ هجمات في تركيا، وفق ما نقلت رويترز.
وقال إردوغان إن التوغل العسكري التركي الذي بدأ قبل أسبوعين ونصف الأسبوع، خطوة أولى.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024